تكثر الاسئلة مع اقتراب رمضان عن الامراض التي تمنع الصوم خصوصا القلبية و السكري و ارتفاع ضغط الدم و عن النصائح التي تعطى لهؤلاء المرضى في حال قرروا الصوم و هنا ناقشت اغلب الحالات المرضية التي وصلتني اسئلة عنها و لخصتها في بضعة نصائح رمضانية :
– مرضى القلب و ارتفاع الضغط الشرياني:
أظهرت دراسة استمرت 10 سنوات في مشفى حمد العامة في دولة قطر على 20856 مريض دخلوا وحدة العناية المشددة قسم القلبية والعناية الاكليلية عدم وجود فرق في عدد الاصابات باحتشاء عضلة قلبية في فترة شهر قبل رمضان, و رمضان و شهر بعده بينما زادت كمية التدخين بعد رمضان بحكم ان رمضان اقل شهر يدخن فيه المدخن.
في نفس الدراسة لم يكن هناك اختلاف في عدد الاصابات بذبحة صدرية غير ثابتة Unstable Angina قبل, خلال و بعد شهر رمضان. و بناء على هذه الدراسة ما من مانع للصوم عند المرضى ذوي نسبة الخطورة المرتفعة للاصابة بداء قلبي وعائي ماداموا يتابعون علاجهم و لا يكثرون من الطعام دفعة واحدة وقت الافطار و حصلوا على موافقة طبيبهم المختص للصوم و بشكل عام أنصح بالتالي:
1- تجنب الاكل الزائد وقت الافطار لتجنب حدوث نشبة قلبية.
2- تجنب الاكل عالي الشحوم (مثلا عالي نسبة السمن, الدهون الحيوانية, زيت القلي)
3- لمرضى الضغط :تساعد الصلاة و الطمأنينة و الاختلاء للتعبد في رمضان في تخفيف هجمات ضغط الدم لدى بعض المرضى ( راحة نفسية >>> ضغط دم اقل ارتفاعا) و قد يحتاج طبيبك الى تخفيض جرعات ادوية الضغط لديك. تجنب مدرات البول وقت السحور لتجنب حدوث التجفاف اثناء اليوم و الطلب من طبيب الداخلية اختيار بديلاً مناسباً ان كان هذا ممكناً اذ أن كل حالة ضغط تختلف عن الحالة الاخرى.
مرضى السكري نوع 2:
1- يحسن الصيام من اعراض الداء السكري بسبب تخفيضه لسكر الدم و HbA1c و ربما كان على طبيبك تعديل جرعات ادوية السكري لديك.
2- في حال كانت السلفانيلوريا (Sulphanyluria) من ضمن خطتك العلاجية للداء السكري فعليك تناولها خلال نصف ساعة من وقت الافطار و عليك تناول وجبة السحور بشكل ضروري لكي لا تصاب بانخفاض سكر الدم اثناء اليوم.
3- في حال تناولت على الافطار ثوما او بصلا فعليك ارفاقها بشيء حلو (بكمية قليلة) في وجبة التعافي لأن البصل و الثوم خافضان طبيعيان لسكر الدم.
4- تناول وجبة السحور في وقتها الطبيعي و لا تتناولها في منتصف الليل كبديل, لأنك ستحتاج الى البروتين و الطاقة التي ستحصل عليها في السحور لتكفيك بقية اليوم!
5- لا تتناول الكثير من الطعام وقت الفطور! فانت بهذا تعرض جسدك الى موجات من الارتفاع و الانخفاض في سكر الدم و ضغطه ما يضعك عرضة للخطر.
6- تناول الحلويات يجب ان يكون محدودا بكميات قليلة و في وجبة واحدة ( الافطار, التعافي او السحور)
7- قم بزيارة طبيبك قبل رمضان ليحدد نظام تلقيك للادوية ووقته و مقدار الجرعة في رمضان و من ثم قم بزيارته بعد رمضان ليعيد الجرعة الى نظامها الاول.
8- لا تتناول المقالي! كلما قللت من الزيت في حميتك كلما ازددت صحة في نهاية رمضان.
9- تجنب الصودا , المشروبات المحلاة صناعية و المشروبات الحاوية على الكثير من السكر و استعض عنها باللبن او العصائر الطبيعية الغير محلاة.
10- قم بقياس سكر الدم في حال ظهور اي عرض هبوط سكر دم (هذيان, دوخة شديدة, تغميم وعي, غياب وعي كامل) و قم بالافطار في حال كان سكر الدم منخفضا لديك بشكل كبير و أنت صائم.
العلاج بالانسولين للسكري نوع 1 في حال قرروا ان يصوموا:
1- قم بزيارة طبيبك لتحديد جرعة الانسولين وقت السحور.
2- تعتبر الليسبرو و الاسبارت خيارات الانسولين الامثل و تعطى وقت الافطار.
3- على المريض الراحة خلال اليوم و تجنب التعب او الاجهاد لكي لا يصاب المريض بانخفاض سكر دم.
4- قم بقياس سكر الدم في حال ظهور اي عرض هبوط سكر دم و قم بالافطار في حال كان سكر الدم منخفضا او قم بالاتصال انت أو من يعتني بك بطبيبك المختص.
تجنب ايضا في رمضان:
1- التجفاف:
تجنب التعرض للشمس او العمل تحت الشمس على الاطلاق او العمل في درجة حرارة تتجاوز الخامسة و الثلاثين لفترات طويلة.
قم بشرب كمية كافية من الماء و السوائل خلال الفترة بين الافطار و السحور و تجنب الموالح و الملح الزائد.
2- الشقيقة:
يعاني الصائمون من اعراض الشقيقة في رمضان اكثر بثلاث مرات و يعتقد بأن هذا يحدث بسبب تناول الطعام بسرعة دفعة واحدة و بكثرة أثناء الافطار ما يؤدي الى الارتفاع مفاجئ في سكر و حجم الدم ما يرفع الضغط بسرعة مسببا تهييج اعراض الشقيقة. لتجنب هذا التزم بقاعدة ” كل قليلا و ببطء وقت الافطار و كل ما شئت وقت التعافي ( بعد الافطار بساعة أو اكثر) ” و تجنب الملح الزائد و الوجبات عالية الشحوم كالمقالي.
3- تقلبات الوزن في رمضان و بطء العمليات الاستقلابية ( سيناقش لاحقا)
4- تغير نظام النوم و الدوخة اثناء اليوم:
يتحول نهار الاغلبية الى ليل و ليلهم الى نهار في رمضان ( ان صدف صيفا) و يستمر السهر حتى ساعات متأخرة في الليل ( حتى وقت السحور) و هذا النظام قد يلائم من لا يعمل او ليس بحاجة الى العمل صباحا حيث انهم سيعوضون النوم اثناء اليوم و لكن في حال كان لديك عمل صباحي فتجنب السهر و حاول نيل القسط المناسب من الراحة و النوم لكي لا تصاب بالدوخة و الاغماء اثناء قيامك بعملك.