يسبب الصعود الى الاماكن المرتفعة العديد من المشاكل الصحية لدى بعض الاشخاص “داء المرتفعات”، و ذلك نتيجة للعلو الشاهق و المخاوف المرافقة له.
تأثير المرتفعات على الناس:
تحدث العديد من المشاكل الصحية عند العيش في المرتفعات و تتأثر بعدة عوامل
منها:
- امراض الجهاز التنفسي: الاشخاص الذين يعانون من الربو التهاب الجيوب الانفية, او غيرها من امراض الجهاز التنفسي هم اكثر عرضة لهذه المخاطر عند تواجدهم في الأماكن المرتفعة.
- التدخين: يسبب صعوبة في التنفس, و الشعور بالاختناق في المرتفعات.
تحدث المشاكل الصحية عند الارتفاع مسافة تتجاوز 2400 م عن سطح البحر عند الاشخاص العاديين، اما المتسلقين المحترفين فتحدث لديهم المشاكل بعد تجاوز حاجز الـ 4000 م و تشمل هذه المشاكل فقدان الوعي، و ذلك بسبب انخفاض الضغط الجوي و تغير درجة الحرارة و من بين المشاكل الصحية التي يسببها الارتفاع، ما يلي:
- دوار المرتفعات اعراضه الدوخة الغثيان و اضطرابات في النوم حيث تختفي الاعراض من تلقاء نفسها بعد مرور 1-3 ايام سفر.
- احتمالية الاصابة بالاحتقان الرئوي الناتج عن الاماكن المرتفعة حيث يتطور هذا الدوار أحياناً الى احتشاء دماغي (وذمة دماغية).
- زيادة احتمالية تخثر الدم, اضطرابات الجهاز العصبي مثل الصداع و الاغماء و اضطرابات القولون و كثرة الغازات.
- ينصح بعدم السفر الى الأماكن المرتفعة التي يصل ارتفاعها الى اكثر من 2400 م و ذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة, مثل ارتفاع ضغط الدم الغير مسيطر, فقر الدم المنجلي, الصرع, اضطرابات تنفسية اضطرابات دموية و مرضى الجلطة الدماغية.
العلاقة بين الضغط الجوي والمرتفعات:
يعرف الضغط الجوي بأنه القوة التي يبذلها الهواء على سطح الأرض او بمعنى آخر القوة التي يبذلها عمود من الهواء مساحة قاعدته 1 سم2 و يمتد من مستوى سطح البحر حتى نهاية الغلاف الجوي. يصبح الضغط الجوي كبير عند سطح البحر و السبب يرجع الى اختلاف في ثقل الهواء و قلة كثافته. و كلما زاد الارتفاع عن سطح البحر قل الضغط الجوي و يؤثر ذلك على الانسان سلبياً فيشعر بالدوار و الصداع و عند الوصول الى مسافة 5500 متر يقل الأكسجين, و يحدث ضيق تنفس, و هذا ما يفسر زيادة عدد كريات الدم الحمراء لدى سكان المرتفعات، و ذلك لمواكبة الظروف المعيشية و تلافي حدوث صعوبة في التنفس، اما في الاماكن المنخفضة فيكون الضغط الجوي عالي جداً, بسبب الانخفاض عن سطح البحر، ما يؤدي الى احساس الانسان بطنين في الأذن, و عدم القدرة على السمع.
العلاقة بينالضغط الجوي ودرجة الحرارة:
تعتبر العلاقة ما بين درجة الحرارة و الضغط الجوي عكسية فكلما ارتفعت درجة الحرارة انخفض الضغط الجوي و ذلك بسبب تمدد الهواء و نقص وزنه.
داء المرتفعات:
يتسبب الصعود الى المرتفعات بالاصابة بعدة امراض، منها داء المرتفعات، الذي يشتمل على عدد من المتلازمات المتصلة مع بعضها، يحدث بسبب نقص في الاكسجين، و يعتبر مرض الجبال الحاد ابسط اشكاله، يؤدي الى الشعور بالصداع، و الدوار و هي من الاعراض الشديدة للمرض, كما يسبب وذمة رؤية ” تجمع سوائل بين خلايا النسيج الرئوي”، و من أعراضها، صعوبة في التنفس، انخفاض في نسبة الاكسجين في الدم.
علاج داء المرتفعات:
ييتم علاج الحالات الخفيفة من المرض بتناول المسكنات و تناول مادة الأسيتوزولاميد الاكثار من تناول الماء و الوجبات الخفيفة التي تحتوي على الكربوهيدارت تجنب الاستلقاء فترة طويلة, و يمكن ايضاً تناول الأسبرين لتخفيف الصداع المصاحب له اما في الحالات الشديدة من المرض, يتطلب الامر امداد المريض بالاكسجين و اعطاءه الديكساميثازون لعلاج الوذمة الدماغية في حال الاصابة بها, و تناول النفيديبين لعلاج الوذمة الرئوية.
دوار المرتفعات:
يحدث دوار المرتفعات عند الصعود الى المرتفعات، او الجبال، و له عدة انواع :
النوع الأول:
و هو النوع الخفيف يشعر فيه المريض بدوار قصير ينتهي عند النزول من الأعلى و خوف من الاماكن المرتفعة فنجد الشخص يتمسك بالأشياء حوله عند الصعود الى دور عالي في عمارة او مرتفع شاهق مثل صعود الابراج العالية.
النوع الثاني:
يحدث فجأة عند صعود الشخص الى ارتفاع شاهق فبعد الجلوس يشعر الشخص بالدوار و يشعر بأنه سوف يسقط، و يعتقد بأن سبب هذه الحالة هو ضعف في النظر و يحدث بعد الاستلقاء مدة خمس دقائق.
النوع الثالث:
يحدث عند صعود القمم الشاهقة الارتفاع، وذلك بسبب قلة الضغط فيها ما يؤدي الى الشعور بالدوخة و الغثيان، و يتضمن العلاج الاكثار من شرب الماء.
النوع الرابع:
يحدث عند السفر بالطائرات العمودية او المنطاد و من اعراضه الدوخة, الغثيان, الاقياء, و الصداع.