“الفشل الكلوي” أو القصور الكلوي، ويطلق هذا التعريف عندما تتوقف الكلى تمامًا في أداء وظائفها، وهذا يؤثر على باقي أجزاء وأعضاء الجسم، نظرًا لأهمية الكلى داخل جسم الإنسان، من تصفية الدم وإفراز الفضلات وفائض السوائل إلى البول، عند فشل وظائف الكلى وتراكم الفضلات وفائض السوائل في الجسم، وينقسم الفشل الكلوي إلى نوعين: «فشل كلوي حاد» وهي الحالات التي يتم علاجها سريعًا، و«فشل كلويّ مزمن» هي الحالات التي تدوم لفترة طويلة.
الفشل الكلوي
يتم تشخيص الفشل الكلوي، بانخفاض معدل «التّرشيح الكبيبيّ»، وهو المعدل الذي يتم تصفية الدم في كبيبات الكلى، ويتم الكشف عن الحالة عن طريق انخفاض إنتاج البول أو تحديد الفضلات المنتجة «كرياتينين أو اليوريا» في الدم.
قد يكون هناك العديد من المشاكل مع زيادة السوائل في الجسم مما يؤدي إلى زيادة مستويات الحمض والبوتاسيوم والفوسفات في الدم، ونقص كالسيوم الدم، وفي مراحل متقدمة من المرض قد تتأثر عظام المريض، وترتبط مشاكل الكلى طويلة المدى مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أسباب مرض الفشل الكلوي:
ومن الممكن أن يحدث الفشل الكلوي بسبب عدد من الأمراض المزمنة، ومنها:
- مرض السكر المزمن.
- الارتفاع المزمن في ضغط الدم.
- إصابة الكلى بالتهابات ميكروبية.
- البلهارسيا.
- مرض «تكيس الكليتين»، والأمراض الناتجة عن العوامل الوراثية.
- مرض «الذئبة الحمراء»، والأمراض التي تصيب جهاز المناعة.
- الالتهابات «الحادة والمزمنة» التي قد تصيب الكلى.
- تضخم غدة البروستاتة.
- حصى الكلى.
- سرطان المثانة البولية.
- سرطان الكلية.
- عدوى الكلى.
- تصلب الجلد، والتهاب الأوعية الدموية.
- انسداد جزئي أو كامل لشريان الكلية الذي يزودها بالدم.
أعراض الفشل الكلوي:
- صداع وألم في الرأس.
- التعب والإرهاق بشكل عام.
- شحوب في البشرة نتيجة فقر الدم.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالغثيان والدوار والقيء.
- الشعور بالحرقان أثناء التبول، بالإضافة لقلة كمية البول عن المعتاد.
- الشعور بحرارة مفاجئة دون معرفة الأسباب.
- الشعور بألم في جانبي البطن.
- هبوط في القلب وغيبوبة وتشنجات.
مضاعفات الفشل الكلوي:
نظرًا لأهمية الكلى في جسم الإنسان، فعند توقف نشاطها والإصابة بالفشل الكلوي، يتعرض الجسم لمضاعفات عديدة:
- احتباس السوائل: تقل قدرة الكلى على إفراز السوائل الزائدة، مما يؤدي لتطور وذمات «تراكم للسوائل في الجسم»، في الأطراف أو في الرئتين بالإضافة لضغط الدم المرتفع.
- عدم انتظام ضربات القلب: قد يرتفع مستوى «البوتاسيوم» في الدم بشكل سريع ويؤدي اضطراب في نظام القلب.
- كسور في العظام: تعمل الكلى على موازنة مستويات «الفوسفور والكالسيوم» في الدم، وهم عنصران يحتاجهما الجسم لبناء العظام، وعدم وجود تلك العناصر في الجسم يؤدي إلى ضعف العظام وسهولة حدوث الكسور.
- فقر الدم: تنتج الكلى هرمون «الإريثروبويتين،Erythropoietin»، الذي يتولى وظيفة تحفيز نخاع العظم على إنتاج كرات الدم الحمراء، وعند تعرض الكلى للإصابة تقل مستويات الهورمون يحدث نقص بكرات الدم الحمراء.
- إصابة جهاز الأعصاب المركزي: يؤدي تراكم المواد السامة في الجسم إلى إلحاق الضرر بالأداء الوظيفي، ويشعر المريض بصعوبة في التركيز، وتغييرات في الشخصية، وحدوث نوبات، تعرف هذه الحالة عادة باسم بـ اليوريمية« Uremia».
- مضاعفات أخرى: انخفاض في الشهوة الجنسية، الإصابة بـ العنانة، انخفاض في أداء جهاز المناعة، ومضاعفات أثناء الحمل.
مراحل الفشل الكلوي:
يمر الفشل الكلوي، بعدة مراحل تختلف فيها قوة المرض ومضاعفاته وتأثيره على الشخص المصاب، وهم خمس مراحل ويتم قياسها باستخدام معدل الترشيح الكبيبي للمريض.
المرحلة الأولى: تقل وظائف الكلى مع وجود أعراض قليلة.
المرحلتين الثانية والثالثة: تزداد الحاجة للعناية لتخفيف ومعالجة اختلال الوظيفي الكلوي.
المرحلتين الرابعة: يحتاج المريض إلى علاج، والرعاية الشديدة.
المرحلة الخامسة يعتبر المرض شديد ويتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى.
تشخيص الفشل الكلوي:
مع تطور العلم والتكنولوجيا والأدوات العلمية الحديثة، اكتشفت أدوات وفحوصات عديدة للكشف عن الفشل الكلوي ومحاولة علاجه قبل التأثير على باقي الجسم، ومنها:
- فحوصات الدم: يمكن من خلال تلك الفحوصات الوقوف على مستوى مواد الفضلات، مثل اليوريا والكرياتينين، بالإضافة لمعرفة درجة «الكالسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم والصوديوم»، وكل هذه المؤشرات تعكس مدى ومستوى عمل الكلية.
- فحص بول: عند تواجد مواد مثل «البروتينات»، تجعل هناك داعي للشك بوجود ضرر في وظائف الكلى، وعند وجود تركيز منخفض جدًا للفضلات دليل على حدوث إصابة.
- فحوصات التصوير: للتأكد ما إذا وقعت إصابة ميكانيكية أو ورم، يتم مشاهدة مبنى الكلية، ويتم بإجراء فحص تصوير فائق الصوت «Ultrasound»، أو التصوير المقطعي المحوسب «CT».
- خزعة «Biopsy»: يتم إدخال إبرة وتوجيهها بواسطة جهاز تصوير فائق الصوت، والحصول على قطعة صغيرة من نسيج الكلية، وفحصها وتشخيص مرض الكلية.
علاج الفشل الكلوي:
لم يتم اكتشاف علاج للفشل الكلوي المزمن، يعيد أداء الكلى كما كان عليه، ولكن يتم الابتعاد عن مسببات المرض،ومنها:
- تقليل شرب الكحول حتى الحد الأدنى.
- تغذية مناسبة، عن طريق تناول أقل ما يمكن من البروتينات، البوتاسيوم والملح.
- ضبط مستوى السكر.
- علاج ضغط الدم.
- إيقاف التدخين.
- الحفاظ على الوزن المتوازن.
- استخدام عقلاني للأدوية التي تباع دون إرشاد الطبيب.
وعند وصول حالة المريض لأسوء وضع، وتكون الكلى لا تعمل بشكل نهائي، يتم القيام بتصفية الدم لعدم التعرض للخطر، يتم القيام بالتالي:
«دياليزا – Dialysis»: يقوم هذا العلاج بواسطة أجهزة طبية بالنشاط الذي كانت تقوم به الكلى في جسم الانسان المعافى، ويتم بواسطة ديال دموي« Hemodialysis»، ويتم إدخال الدم عن طريق أنبوب لجهاز يصفي الدم ويعيده إلى الجسم بعد التصفية، و تستغرق هذه العملية ساعات معدودة، ويتم القيام بها عدة مرات في الأسبوع.
وهناك إمكانية أخرى يتم استخدامها وهي «ديال صفاقي peritoneal»، يتم من خلالها، إدخال محلول خاص إلى تجويف البطن، ثم يتم من خلال غشاء الصفاق نقل مواد الفضلات من الدم إلى المحلول ليتم بعد ذلك ضخ المحلول إلى خارج فراغ البطن.
زرع كلية: تتم هذه العملية بزرع كلية في جسم المريض، ويتم التبرع بها من قبل شخص توفي أو من متبرع حي، تعمل الكلية المزروعة بدلاً من كلى المريض التي لا تعمل.
الوقاية من الفشل الكلوي:
وهناك طرق أخرى للوقاية من الفشل الكلوي، والمحافظة على وظائف الكلى في الجسم، وهي:
- المحافظة على اللياقة البدنية، للتقليل من ضغط الدم.
- المحافظة على توازن السكر: أغلب مرضى السكر، يعانون من أضرار في الكلى.
- المحافظة على ضغط الدم: ضغط الدم المرتفع يضر بأداء القلب، ويسبب فشل كلوى و قصور في وظائفها.
- نظام غذائي صحي: السير على نظام غذائي يفيد أعضاء الجسم بالكامل، والأوعية الدموية ويمنع الإصابة بمرض السكر الذي يضر بأداء الكلية، وأهمية تقليل نسبة الملح.
- التدخين: يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 50%.
- الامتناع عن استعمال أدوية دون وصفة طبية على أساس ثابت
- الفحص الدوري: تكمن أهمية الفحص الدوري في اكتشاف المرض في مراحله الأولى ومكافحته بشكل أسرع، وعدم التعرض للمضاعفات.