الخناق الحلائي هو مرض طفولي شائع ناجم عن إصابة فيروسية, يتميز بحدوث قرحات صغيرة تشبه الحطاطات على سطح الفم و الجزء الخلفي من الحلق، و قد تسبب العدوى أيضا حمى مفاجئة، التهاب حلق، صداع، و آلام الرقبة، وتشبه هذه الحالة أعراض مرض اليد, القدم, و الفم, و هو نوع آخر من العدوى الفيروسية التي تؤثر عادة على الأطفال.
و كلتا الحالتين سببهما الفيروسات المعوية, و هي مجموعة من الفيروسات التي تؤثر عادة على الجهاز الهضمي و لكنها تنتشر في بعض الأحيان إلى أجزاء أخرى من الجسم, و عادة ما ينتج الجهاز المناعي أجسام مضادة لمحاربة العدوى, و الأجسام المضادة هي بروتينات تعترف و تدمر المواد الضارة, مثل الفيروسات و البكتيريا, و مع ذلك فإن الرضع و الأطفال الصغار هم اقل إنتاجا للأجسام المضادة لان أجسادهم لم تتطور بعد إلى الحد المناسب, و هذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات المعوية, و تتميز هذه المجموعة من الفيروسات بأنها معدية للغاية, ولحسن الحظ, فإن الأعراض قابلة للعلاج و عادة ما تكون واضحة في غضون سبعة إلى 10 يوماً.
اعراض الخناق الحلائي أو الذباح الهربسي:
\تختلف الأعراض من شخص إلى آخر, و يمكن أن تشمل ما يلي:
- حمى مفاجئة.
- التهاب الحلق.
- صداع الرأس.
- آلام الرقبة.
- تورم الغدد اللمفاوية.
- صعوبة في البلع.
- فقدان الشهية.
- الترويل (عند الرضع).
- الاقياء (عند الرضع).
تبدأ قرحات صغيرة بالظهور في الجزء الخلفي من الفم و الحلق بعد يومين من الإصابة بالعدوى الأولية, و تميل الإصابة لأن تكون رمادية خفيفة, و غالباً ما تكون حدودها حمراء اللون, و تلتئم في غضون سبعة أيام, و ينبغي الاتصال بالطبيب على الفور إذا عانى المريض من احد ما يلي:
- حمى أكثر من 41 درجة مئوية أو حمى لا تزول بخافضات الحرارة.
- قرحات فموية أو التهاب الحلق الذي يستمر لأكثر من خمسة أيام.
- أعراض التفاف, مثل جفاف الفم, تناقص كمية الدموع, الشعور بالتعب, نقص كمية البول, بول داكن, و عيون غائرة.
اسباب الخناق الحلائي أو الذباح الهربسي:
عادة ما تحدث حالة الخناق الحلائي بعد الإصابة بمجموعة من فيروسات كوكساكي, و مع ذلك فإنه يمكن أيضا أن يكون سببها فيروسات من المجموعة B لكوكساكي, الفيروس المعوي 71, و فيروس echovirus. و هذه الفيروسات شديدة العدوى و يمكن أن تنتشر بسهولة من شخص إلى آخر, و خاصة في المدارس, و مراكز رعاية الأطفال, و الناس الذين يعانون من هذه الحالة يكونون معديين بشدة في الأسبوع الأول من الإصابة, و عادة ما تنتقل العدوى عبر الاتصال مع البراز, و يمكن أن تنتشر أيضا من خلال تناثر قطرات من العطاس أو السعال, و هذا يعني انه يمكنك الإصابة بالخناق الحلائي إذا لامست فمك بعد لمس شيء ملوث بالجسيمات البرازية أو قطرات متناثرة من شخص آخر مصاب, كما يمكن للفيروس أن يعيش على الأسطح أو الأشياء مثل العاب الأطفال لعدة أيام.
عوامل الخطورة :
يمكن أن تؤثر هذه الحالة على أي شخص, ولكنها عادة ما تصيب الأطفال دون سن الخامسة, و هي شائعة بشكل خاص لدى الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة, و مرافق الرعاية العامة أو المخيمات.
التشخيص :
إن القرحة الناجمة عن حالة الخناق الحلائي هي فريدة من نوعها, و يمكن للطبيب عادة تشخيص هذه الحالة عن طريق إجراء الفحوص البدنية, و استعراض الأعراض, و التاريخ الطبي الخاص بالمريض, و إن الاختبارات التشخيصية عادة لا تكون ضرورية.
العلاج :
الهدف الأساسي من العلاج هو تقليل و إدارة الأعراض, و خاصة الألم, و تعتمد خطة العلاج على مجموعة متنوعة من العوامل, بما في ذلك العمر, الأعراض, و استخدام بعض الأدوية, و في حال الإصابة الفيروسية فإن المضادات الحيوية لا تكون فعالة في العلاج, وبدلاً من ذلك قد يوصي الطبيب بما يلي:
- إيبوبروفين أو الاسيتامينوفين : و يمكن لهذه الأدوية أن تخفف من أي إزعاج و تقلل من الحمى, و لا يجب استخدام الأسبرين لعلاج أعراض العدوى الفيروسية لدى الأطفال أو المراهقين, و قد ارتبط ذلك بحدوث متلازمة راي, و هو مرض خطير مهدد للحياة يؤدي إلى حدوث تورم مفاجئ و التهاب في الكبد و الدماغ.
- التخدير الموضعي : بعض التخدير, مثل الليدوكائين, يمكن أن يوفر إغاثة لالتهاب الحلق و أية آلام فم أخرى مرتبطة بحالة الخناق الحلائي.
- زيادة تناول السوائل: فمن المهم شرب كميات كثيرة من السوائل اثناء الاستشفاء, و خاصة الحليب البارد و الماء, و إن وضع المصاصات في الفم يمكن أن يساعد على تهدئة التهاب الحلق, كما يجب تجنب المشروبات الحمضية و الساخنة, لأنها قد تجعل الأعراض تزداد سوءاً.
و مع العلاج يجب أن تختفي الأعراض في غضون سبعة أيام مع عدم وجود آثار دائمة.
الوقاية :
- إتباع قواعد النظافة الشخصية أفضل وسيلة للوقاية.
- غسل اليدين دائما بشكل جيد خاصةً قبل تناول وجبات الطعام و بعد استخدام الحمام.
- تغطية الفم و الأنف اثناء العطاس أو السعال منعاً من انتشار الجراثيم, و تعليم الأطفال فعل الشيء ذاته.
- تعليم الأطفال المصابين قواعد النظافة بشكل جيد منعاً من انتقال العدوى للآخرين.
- إبقاء الطفل المصاب خارج المدرسة و دور الرعاية النهارية بضعة أيام تجنباً من انتشار العدوى.