الحماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis) هو احد المضاعفات التي تحدث عند مرضى السكري غالباً من النمط الأول, و ذلك نتيجة لنقص حاد في الانسولين و تدمير خلايا بيتا المسؤولة عن صنع الأنسولين, كما يصيب مرضى السكري من النمط الثاني نتيجة انخفاض عمل خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس على مدار سنوات طويلة.
الحُماض الكيتوني السكري عند الأطفال:
يُصاب الأطفال والرضع بمرض السكري من النمط 1 نتيجة اضطراب إستقلابي مزمن يسبب فرط السكر في الدم وإستقلاب شاذ للطاقة نتيجة نقص افراز الأنسولين أو عدم افرازه. ويحدث الحماض السكري الكيتوني لدى الأطفال عند الإرتفاع الشديد لنسبة السكري في الدم و قد يتطور في الحالات الشديدة و يؤدي الى الموت، ويحدث لعدة أسباب تشمل:
- عدم كفاية جرعة الأنسولين عند مرضى السكري.
- مقاومة الخلايا للأنسولين.
- قد يكون الحماض الكيتوني السكري أحد الأعراض التي تمكن الطبيب من تشخيص السكري عند الأطفال والرضع.
أعراض الحُماض الكيتوني السكري:
- النوم المفاجيء مع التنفس بسرعة كبيرة.
- قد يكون الحُماض الكيتوني السبب في اكتشاف مرض السكري عند الأطفال والمراهقين.
- يعاني الطفل من الجفاف المعتدل أو الشديد.
- الشعور بالغثيان و الإقياء.
- الصداع الشديد.
- كثرة التبول.
- الشعور بالعطش الشديد.
- الشعور بآلام شديدة في البطن.
- سرعة ضربات القلب وفرط التنفس.
- تكون رائحة النفس شبيهة برائحة الفواكه نتيجة فرط الكيتون في الجسم.
- إنخفاض ضغط الدم.
علاج الحُماض الكيتوني السكري:
يعتمد علاج الحماض الكيتوني السكري على وقف العمليات الأيضية أو حتى عكسها و ذلك عن طريق اعطاء المريض عدة علاجات تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، و إعادة السوائل و الأملاح التي فقدها الجسم، كذلك إعادة الأنسولين الى الجسم لعلاج الاضطرابات الأيضية، و يقوم الطبيب بمعرفة السبب الأساسي الذي أدى الى ارتفاع الأحماض الكيتونية وعلاجه لمنع تدهور هذه الحالة، و لابد على المريض تناول كميات كبيرة من الماء و الراحة في السرير.
حموضة الدم:
يقوم الجسم بالحفاظ على درجة حموضة الدم باستمرار و ذلك عن طريق ايداع و سحب الحامض والمعادن القلوية من العظام و الأنسجة الرخوة و سوائل الجسم, و ذلك للحفاظ على النسبة الطبيعية للحموضة وهي من 4 الى 7، و عادة ما يكون أكثر حامضية في الصباح و يتغير خلال ساعات النهار. لابد من الحفاظ على مستوى الحموضة ثابت في الدم, حيث تتأثر مستويات الحموضة بالأطعمة التي يتناولها الإنسان مثل الافراط في تناول السكريات ما يؤدي الى مشاكل صحية كثيرة، حيث يسمح المستوى الطبيعي للحموضة بالقيام بوظائف الجسم و إزالة السموم و مقاومة الأمراض. و هذه الحالة عبارة عن خلل يحدث في التركيب الكيميائي للدم, ما يسبب ارتفاع نسبة الحموضة بشكل أعلى من الطبيعي, و يرمز للحموضة في الدم بـ PH, و الذي يعبر عن أي زيادة او نقصان في نسبة الحموضة, و تكون النسبة الطبيعية له 7 و هي متعادلة ما بين الحمضي و القلوي, فعند الزيادة يصبح الوسط قلوي, و تشمل اعراض ذلك ما يلي:
- الصداع النصفي.
- شحوب الوجه.
- اضطراب النوم والأرق.
- شحوب الوجه.
- صعوبة البلع والحرقة في الحلق.
- التنفس بشكل سريع.
- تباطئ ضربات القلب.
- الاسهال و الامساك بشكل متبادل.
- نخر الأسنان ونزيف اللثة.
- ارتفاع ضغط الدم والاصابة بالسمنة.
- التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
- ضعف النظر.
- قلة النشاط البدني.
- الشيخوخة المبكرة.
- الاصابة بحصوات بولية.
أسباب حموضة الدم:
- الاصابة بمرض السكري.
- الاصابة بأمراض الكلى.
- أمراض القلب المختلفة مثل قصور القلب.
- ادمان المشروبات الكحولية.
- ادمان المواد المخدرة.
- الاكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين مثل الشاي, القهوة و البيبسي.
- تعرض الجسم للمواد السامة مثل الزئبق أو تناول المبيدات الحشرية.
- تناول المواد الغنية بالسكر و الكربوهيدرات بكثرة.
- الاجهاد البدني الشديد.
- ممارسة التمارين الرياضية العنيفة دون أخذ قسط من الراحة.
- تناول الحليب الذي يحتوي على مواد حافظة بكميات كبيرة و على فترات طويلة.
مضاعفات حموضة الدم:
- تعرض الجسم للعدوى البكتيرية أو الفيروسية نتيجة لعدم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
- عند ارتفاع نسبة حموضة الدم يقوم الجسم بمعادلة هذه الحموضة عن طريق الاستعانة بالمخزون القلوي الموجود في الكبد و الكليتين، و عند نفاذه يستعين الجسم ببعض المعادن مثل الكالسيوم, البوتاسيوم, و المغنيسيوم, و يسبب ذلك حالة ضعف شديدة.
- حدوث هبوط في وظائف الجسم, خاصة الرئتين و القلب ما قد يؤدي الى الوفاة في بعض الحالات.
حموضة الدم عند الأطفال:
قد يصاب الطفل بحموضة الدم وتظهر عليه الأعراض التالية :
- النوم بكثرة.
- الخمول المتزايد الذي قد يصل لحد الإغماء.
- الكسل الشديد.
- الغثيان و الاقياء.
- ضعف الرضاعة.
- التشنجات.
- ارتخاء العضلات.
- خروج رائحة غريبة من عرق الطفل.
عند ظهور هذه الأعراض على الطفل لابد من أخذه الى المستشفى على الفور و ذلك لتجنب هبوط وظائف جسم الطفل, خاصةً القلب و الجهاز التنفسي فقد يؤدي ذلك الى وفاة الطفل.
تشخيص وعلاج حموضة الدم:
يتم تشخيص حموضة الدم عن طريق اجراء تحليل دم لقياس نسبة PH, اجراء تحليل البول, قياس نسبة السكر, الكيتون, و الأمونيا, قياس عدد الكريات البيض و الصفائح الدموية, و اجراء تحليل وظائف الكبدو الكلى. و يعتمد العلاج على تحديد مستوى الـ PH, و عادة لا يوجد علاج شافي من هذه الحالة بشكل تام, لكن لا بد من العلاج المبكر لتجنب المضاعفات الخطرة التي قد تصل الى حد الموت في بعض الأحيان, و يتم ذلك عن طريق اتباع حمية غذائية يتم فيها الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر و الكربوهيدرات, و التقليل من البروتين و الدهون, و الاكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات, خاصة فيتامين ب12, و الاطعمة الغنية بمضادات الاكسدة, و الابتعاد عن الاطعمة التي تزيد من حموضة الدم, مثل اللبن و مشتقاته, اللحوم الحمراء, المشروبات الكحولية, الكافيين مثل القهوة و الشاي, المشروبات الغازية, و الزيوت و الوجبات السريعة. و يتم علاج حموضة الدم عند الأطفال عن طريق استخدام أنواع من المضادات الحيوية التي تعمل على مكافحة البكتريا التي قد تصيب الجهاز الهضمي، واعطاء مواد قلوية للتقليل من نسبة الحموضة في الدم، و عند تراكم السموم قد يلجأ الطبيب الى الغسيل البروتيني أو غسيل الدم كإجراء مؤقت عند حديثي الولادة.
تحليل حموضة الدم:
يتم اجراء هذا التحليل للتأكد من درجة الحموضة في الدم أو غيرها من سوائل الجسم مثل البول، و عند حدوث تغير في هذه النسبة قد ينتج عنه اضطرابات أيضية خطيرة، عادة ما يتم اجراء هذه الفحوص في حالات الطواريء فقط أو عند الاصابة ببعض الأمراض التي تلحق الضرر بعملية الأيض (الاستقلاب). فعند انخفاض نسبة الـ PH يكون السائل أكثر حمضية، و تعد الكلى والرئتين هي الأعضاء المسؤلة عن توازن حموضة الدم و بالتالي عند حدوث أي ضرر لهذه الأعضاء يخل ذلك بتوازن الحموضة، و كذلك أكسدة الأنسجة لأي سبب يؤدي الى زيادة حمض اللاكتيك ما يسبب زيادة في حموضة الدم. و عند الزيادة الشديدة في حموضة الدم لابد من العلاج الفوري وذلك عن طريق اضافة مادة أسسية للدم و التي في الغالب تكون بيكاربونات الصوديوم.