الاكتئاب، كثيراً ما يتم الخلط بين ما يصيب بعض الأشخاص من حالات حزن عابرة بأنهم يعانون من الـ”إكتئاب” . ولكن مرض الإكتئاب مختلف و أشد خطورة على النفس و الجسم من حالات الحزن العادية التي قد تصيب أي شخص نتيجة فقدان شخص عزيز أو ما إلى ذلك…

يتسم الإكتئاب بأنه حالة مرضية يفقد فيها المريض الإهتمام بالنشاطات التي ربما كان شغوفاً بها من قبل و فقدان الرغبة فيالحياة و الإنعزال و قد تؤدي هذه الأعراض بحياة الإنسان فإن كثيراً من الأمراض اتي قد تُعيي جسد الإنسان تكون بالأصل ناشئةً عن حالة نفسية متدهورة و أشهر الأمراض النفسية التي تؤثر بشكل كبير في الصحة الجسدية للشخص هي الإكتئاب حيث يفقد الشخص قدرته على القيام بأنشطته اليومية الطبيعية و إنعدام رغبته في الحياة

و يتعامل الطب مع الإكتئاب كمرض نفسي مزمن يتطلب التدخل الطبي النفسي و خضوع المريض لجلسات العلاج النفسي و الأدوية

وبالرغم من أنه ليست هنالك إحصائيات دقيقة يمكن الإستناد إليها وكن مرض الإكتئاب يعد من أكثر الأمراض النفسي إنتشاراً وقد يصيب أي شخص فلا يوجد بما يسمى شخص محصن من الإكتئاب فالجميع عرضة للإصابة به.

فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي

العصبية

القلق و التوتر

زيادة أو نقصان حاد في وزن الجسم

النوم بشكل مضطرب وغير منتظم

صعوبة في إتخاذ القرارات

الرغبة في البكاء بدون أسباب واضحة

فقدان الأمل و الرغبة في الحياة

فقدان الرغبة الجنسية

افكار إنتحارية و محاولات الإنتحار المتكررة

الحساسية المفرطة

الإرهاق و الإحساس بالتعب بشكل مستمر

مشاكل جسدية عديدة مثل آلات الرأس و الظهر و العمود الفقري

و تختلف أعراض الإكتئاب من شخص لآخر فهي نسبية و تعتمد على الشخص نفسه فلا يمكن أن تجزم بأن شخص ما يعاني أو لا يعاني من مرض الإكتئاب بناءاً على بعض الأعراض الشهيرة بدون الرجوع إلى طبيب نفسي مختص فقد يظهر على أحد مرضى الإكتئاب الأعراض بشكل واضح جداً بينما هنالك شخص آخر قد يُخيل للناس أنه طبيعي جداً بينما هو يعاني من حالة إكتئاب حاد

إضطراب الإكتئاب الشديد

وهو أكثر أنواع إضطرابات الإكتئاب شيوعاً و يعاني المصاب بالإكتئاب الشديد من فقدان القدرة على الإستمتاع بالحياة و الشعور بعدم الرغبة في الإستمرار على قيد الحياة و يفقد شغفه بكل شئ ويميل إلى الصمت و الإنعزال  يظهر خائر القوى فاقد للطاقة و فاقد للأمل كما أنه قد يعتريه شعور بالذنب غير مبرر و قد يميل إلى الإنتحار

ولا يوجد سبب واضح لإضطرابات الإكتئاب الشديد فقد يصيب شخص طبيعي للغاية يمارس انشطته اليومية بشكل عادي و فجأة قد تصيبه حالة من الإكتئاب

إضرابات التكيف و المزاج الكئيب

يكون هذا النوع من الإكتئاب نتيجة صدمة كبيرة كفقدان شخص عزيز أو فشل علاقة ما أو خسارة شئ مهم و يعاني المصاب بالإكتئاب بالقلق و الإضطراب و تغيير أنماط الطعام و النوم و زيادة أو نقصان شديد في وزن الجسم

وتدوم الأعراض من عدة أستبيع إلى شهر قد تمتد في بعض الحالات إلى السنوات و في كثير من الأحيان بتوجب على المريض اللجوء إلى المساعدة الطبية و تناول الأدوية التي قد تساعده على تخطي هذه الحالة

إكتئاب ما بعد الولادة Post-natal depression

يعرف بحالة الحزن ما بعد الوضع و يصيب حوال 90% من الأمهات الجدد و قد يمتد إلى عدة ساعات أو أيام و تشعر الأم بالقلق الشديد و الإضطراب و مشاكل بالنوم و عدم الراحة وقد يتطور الأمر عند بعض الأمهات إلى حالات من الحزن الشديد قد تدوم لمدة طويلة مع الإضطرابات و فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية الطبيعية و الإرهاق و التوتر وفي هذه الحالة من الضروري أن يتم إخضاع الأم إلى العلاج وهنالك بالفعل العديد من العلاجات الناجحو و الفعالة في هذه الحالة

إضطراب المزاج ثنائي القطب Bipolar mood disorder

يعاني المريض بالإضطراب ثنائي القطب من حالات شعورية متضاربة من الحزن و البهجة و فرط الإنفعالان و التهور و التحدث بشكل سريع وقد يزداد المرض خطورة في بعض الحالات و تتطور إلى هلوسة

إكتئاب الشتاء

هنالك أنواع معينة من الإكتئاب مرتبطة بتغيير الفصول

الإكتئاب الذهاني psychotic disorder

يشمل أعراض الذهان المختلفة مثل الهلوسة

الإكتئاب الفصامي العاطفي Schizoaffective disorder

يشمل أعراض مرض الفصام مصحوبة بمرض إضطراب المزاج ثنائي القطب

بالرغم من أن أسباب الإكتئاب مازالت غير محددة حتى الآن إلا أن هنالك من الأسباب المحتملة التي قد تؤدي للإصابة بمرض الإكتئاب

عوامل بيوكيميائية

قامت أبحاث حديثة قامت بإستخدام تقنيات متطورة للتصوير برصد تغيرات في فزيائية في وظائف العقل لدى مريض الإكتئاب وبالرغم من أن كينونة هذه التغيرات بالتحديد ليست معروفة حتى الآن ولكن رصد وجود تغيرات بحد ذاته قد يكون سبباً مهماص في فهم الإكتئاب و تطوير طرق جديدة لعلاجه

ومن المحتمل أن الناقلات العصبية neurotransmitters لها دور ما في ظهور الإكتئاب حيث أنها لها علاقة مباشرة بالمزاج ، كما أن الخلل الهرموني قد يكون سبباً كبيراً أيضاً

عوامل وراثية

أكدت الكثير من الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم أقارب قد عانوا من حالات إكتئاب هم اشد عرضة للإصابة بمرض الإكتئاب ولازالت الدراسات تعمل في مجال الجينات لإكتشاف جين معين مرتبط بالإكتئاب

عوامل بيئية

تغير بيئة الإنسان بدرجات متبينة قد يتسبب في إصابته بالإكتئاب فأي تغيير في نمط حياة الإنسان يؤثر بشكل ما على حالته النفسية و بالتالي الجسدية

أمراض معينة مثل السرطان و القلب و الإيدز و الزهايمر

تناول أدوية معينة لفترات طويلة ومتصلة مثل أدوية ضغط الدم و موانع الحمل و الأدوية المنومة

أحداث موترة مثل فقدان شخص ما أو فشل علاقة حميمية

المضاعفات التي من الممكن أن تنتج عن الإصابة بالإكتئاب

إدمان الكحول

القلق

التوتر

مشاكل في العلاقات الزوجية

صعوبات التعلم

أمراض عديدة مثل امراض القلب

تدهور العلاقات الإجتماعية

الإنعزال التام

يوجد الكثير من الطرق التي بشأنها معالجة الإكتئاب بشكل فعال جداً

• ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حالات الحزن الطوية التي تؤثر على حياتهم اليومية بشكل ملحوظ اللجوء إلى المساعدة الطبية و جلسات العلاج النفسي و إعادة التأهيل
• بعض العلاجات النفسية تستهدف تغيير نمط التفكير و السلوك و بالتالي تغيير طريقة تفكير المريض و نظرته عن الحياة بشكل عام وتغيير المعتقدات التي أدت غلى إصابته بالإكتئاب
• جلسات إعادة التأهيل و العلاج الجماعي من شأنها أن تساعد أيضاً في مساعدة مرضى الإكتئاب على التخلص منه بشكل ملحوظ
• الأدوية المضادة للإكتئاب تخفف من مشاعر احزن و الإكتئاب و تعم على إعادة توازن الناقلات العصبية مرة أخرى مما يساعد على تعديل المزاج و إنتظام أنماط تناول الطعام و النوم و التقليل من حالات الحزن و الإنعزال و الكآبة و قد تأخذ من اسبوع إلى عدة أسابيع لتأتي بنتائجها المرجوة
• العلاج بالتخليج الكهربائي من الممكن أن يستخدم في حالات الإكتئاب الحادة حيث يحاول الشخص الإنتحار عدة مرات و يتوقف عن تناول الطعام نتيجة شدة الإكتئاب و يكون عرضة للموت

هناك أيضا العديد من الأدوية التي تستعمل لمعالجة التقلبات المزاجية المصاحبة لإضراب ثنائي القطب