تعد “الغدة الدرقية” أحد أكبر الغدد الصم في جسم الانسان، تتواجد في منطقة الرقبة، و تتكون من فصين يحيطان بأسفل الغضروف الدرقي، و تحتوي بطانتها على خلايا خاصة تدعى الخلايا الكيسية المسؤولة عن إفراز العديد من الهرمونات التي تنظم العديد من العمليات الحيوية و الإستقلابية في الجسم، مثل هرمونات النمو و الكالسيتونين الذي يحافظ على توازن نسبة الكالسيوم، و عند حدوث خلل ما في نشاط هذه الغدة، أو قصور في إنتاج هرموناتها، يؤدي ذلك إلى حدوث تضخم في حجمها، و يظهر هذا التضخم على هيئة تورم في منطقة الرقبة أمام القصبة الهوائية، و غالباً ما يكون السبب هو خلل في نسبة اليود في الجسم “نقص في اليود أو زيادة في كميته عن المعدل الطبيعي”، و يتسبب هذا التورم بمشاكل تنفسية لدى المريض في الكثير من الأحيان نظراً لموقعه، و عادة ما يكون سكان المرتفعات الجبلية، و المناطق الصحراوية هم أكثر الناس عرضة للإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
أسباب وعوامل تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية:
نقص اليود:
يعد النظام الغذائي المفتقر إلى عنصر اليود من أشهر الأسباب التي تؤدي الى تضخم الغدة الدرقية، فاليود هو أهم العناصر التي تحتاجها الغدة الدرقية لتقوم بعملها.
أمراض المناعة الذاتية:
عند الإصابة بمرض مناعي، فهذا يعني مهاجمة الجسم لنفسه، و التسبب بالكثير من الخلل، و غالباً ما تكون النساء فوق عمر الأربعين عرضة للإصابة بالأمراض المناعية، و بالتالي عرضة لخطر الإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
داء جريفز:
و هو زيادة في نشاط الغدة الدرقية، حيث يتم إفراز الهرمونات بمعدلات تفوق المعدل الطبيعي، و يعد من أحد أنواع الأمراض المناعية الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم خلايا الغدةالدرقية، و بالتالي تحفيزها لإفراز الهرمونات بكميات كبيرة، فينتج عن ذلك تضخم في الغدة، و غالباً ما يكون ذلك مصحوب بجحوظ في العينين.
داء هاشيموتو:
و هو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يؤدي إلى نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الغدة الدرقية و يعمل على تخريبها، ما يتسبب في حدوث تضخم فيها.
سرطان الغدة الدرقية:
عندما تصاب خلايا الغدة الدرقية بالسرطان، يتضخم أحد أو كلا الجانبين في نفس الوقت.
الإلتهاب الدرقي:
نادر الحدوث، و هو أحد الأسباب التي تؤدي الى تضخم الغدة الدرقية.
العقد الدرقية:
قد تنشأ عقدة أو عدة عقد من خلايا الغدة الدرقية، و يسبب ذلك تضخم غير متجانس فيها، و تشكل ورم حميد.
الحمل:
يتسبب هرمون الجونادوتروبين الذي تفرزه المشيمة أثناء الحمل في حدوث تضخم في الغدة، غالباً ما يكون هذا التضخم بسيط.
التغيرات الهرمونية المختلفة.
التدخين.
أدوية الليثيوم.
العلاج الإشعاعي.
أعراض الإصابة بتضخم الغدة الدرقية:
في العادة يكون تضخم الغدة و ظهور تورم في منطقة الرقبة هو العرض الوحيد و الأكثر وضوحاً، و الذي يشير إلى وجود مشاكل في الغدة الدرقية، و في بعض الأحيان يصاحب هذا التضخم بعض الأعراض مثل:
- الشعور بضيق في الحلق.
- التعرق، و الشعور بالارهاق و التعب.
- الأرق و صعوبة في النوم.
- ضيق في التنفس.
- السعال.
- عسرة البلع.
- إضطرابات الدورة الشهرية.
- الحساسية للضوء و تورم الأجفان.
- إحمرار العين.
- بحة في الصوت.
- زيادة او نقصان في الوزن.
- تساقط الشعر.
- إصفرار الجلد.
- الشعور بضعف عام.
مضاعفات تضخم الغدة الدرقية:
قد تحدث مضاعفات خطيرة للغاية، ففي 10% من الحالات تحدث أورام سرطانية، و حينها لا بد من إستئصال الغدة بأكملها، و في حالات التضخم العادي الغير مصحوب بورم سرطاني، قد يتم اللجوء الى إستئصال الغدة مع الإحتفاظ بجزء بسيط فيها ليقوم بإفراز قدر كاف من الهرمونات.
و قد يتضخم حجم الغدة بشكل كبير لدرجة تصعب على المريض التنفس بشكل طبيعي، بل وقت يشعر بالإختناق أحياناً، و يتعرق بشكل غزير، و بالتالي فقدان كميات كبيرة من السوائل و التعرض للإصابة بالتجفاف.
و نقص هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى حدوث أمراض في القلب و الشرايين، و ذلك نتيجة لزيادة نسبة الكوليسترول بالدم الذي قد يؤدي الى زيادة في وزن الجسم، حالات ضعف جنسي، إضطرابات الدورة الشهرية، و تأخر الحمل عند السيدات، و قد يسبب ايضاً زيادة الشعور بالخمول، و التعب، و قد تتضرر الحالة النفسية و يشعر المريض بالاكتئاب.
طرق علاج تضخم الغدة الدرقية:
يعتمد العلاج على السبب المؤدي الى حدوث هذه الحالة، و هنالك العديد من الطرق الطبيعية التي تسهم في علاج مشاكل تضخم الغدة الدرقية مثل:
اليود:
يحدث تضخم في الغدة الدرقية في أغلب الأحيان نتيجة لنقص عنصر اليود الضروري من أجل إتمام وظائف الغدة الدرقية المختلفة في الجسم، و بالتالي يحدث التضخم لتعويض هذا النقصان، فلابد من الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على عنصر اليود، مثل الملح، البيض، الحليب، الكرنب، و منتجات الالبان.
و تبلغ الكمية اللازمة للجسم من اليود 150 ملجم يومياً للشخص البالغ.
الجرجير:
يعد الجرجير أحد المصادر الغنية باليود و مضادات الأكسدة التي يمكن إستخدامها في علاج مشاكل تضخم الغدة الدرقية، و من الممكن أن يستخدم عصير الجرجير و يدهن حول الرقبة في مكان التضخم، و يترك لعدة ساعات قبل الغسل، ويفضل الإستمرار عليه لعدة أيام متتالية.
الثوم:
يساعد الثوم على إفراز مادة الجلوتاثيون المهمة في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية، يفضل إضافة الثوم إلى الطعام اليومي أو مضغ فصين-ثلاثة فصوص من الثوم يومياً لعلاج مشاكل تضخم الغدة الدرقية.
الليمون:
يحتوي الليمون على العديد من العناصر الهامة للجسم و لصحة الغدة الدرقية، لذا ينصح بشرب كأس أو كأسين من عصير الليمون يومياً و الإستمرار في ذلك على مدى عدة شهور، حيث يعالج ايضاً أعراض الحلق المترافقة مع مشاكل التضخم.
أوراق الجوز:
يتم صنع مرهم من أوراق الجوز المخلوط مع القليل من الشحم الحيواني، و تطبيقه على مكان التضخم في الرقبة عدة مرات في اليوم لعلاج تضخم الغدة الدرقية.
السوسن:
يتم نقع جذور السوسن في كأس من الماء المغلي لعدة دقائق على النار و يشرب منه كوب بشكل يومي.
الهندباء:
تمتلك أوراق الهندباء قدرة مذهلة في تخفيف تضخم الغدة الدرقية، و ايضاً تخفيف الألم المصاحب له، حيث يتم أخذ بعض أوراق الهندباء و وضعها على النار مع بعض الزبد “النباتي او الحيواني”، و يتم صنع خليط متجانس يطبق على الرقبة في مكان التورم، و يترك لعدة ساعات مرة أو مرتين يومياً، لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
الأعشاب البحرية:
تشتهر الأعشاب البحرية بأنها غنية باليود، المغنيزيوم، و الكالسيوم فهي علاج فعال لتضخم الغدة الدرقية، و تعمل على عودتها على حجمها الطبيعي، و يفضل إضافتها إلى الحمية الغذائية اليومية، و إضافة بعض منها إلى المشروبات التي يتم تناولها بإستمرار.
البردقوش:
يتم نقع ملعقة صغيرة من البردقوش المطحون في الماء المغلي، لمدة ربع ساعة و شرب كوب منه يومياً.
القسط الهندي:
يتم إضافة ملعقة صغيرة من القسط الهندي إلى كأس من الماء، أو العصير و شربه مرتين إلى ثلاثة مرات يومياً، و قد يتم خلط العسل معه.
شاي أوراق الليمون:
تحتوي أوراق الليمون على كميات كبيرة من السيلينيوم الذي يساعد في تحسين آداء الغدة الدرقية، و يعالج مشاكل التضخم فيها، فهو غني بمضادات الأكسدة و ينصح بغليه في الماء الساخن لعدة دقائق، و يتم إضافة ملعقتين من العسل، و يشرب لمدة ثلاثة مرات يومياً.
