الملوية البوابية H.Pylori و هي جراثيم سلبية الغرام تنمو في الجهاز الهضمي و تميل لمهاجمة بطانة المعدة, و عادة ما تكون الالتهابات الناجمة عنها غير مؤذية, الا انها مسؤولة عن غالبية قرحات المعدة و الامعاء الدقيقة. و قد تتواجد هذه الجرثومة في اكثر من نصف جميع الناس في العالم . و عادة ما تصيب المعدة خلال مرحلة الطفولة, في حين ان العدوى مع هذه السلالة من الجراثيم لا تسبب عادة اية اعراض, بينما قد تؤدي الى حدوث امراض عند بعض الناس, بما في ذلك القرحات الهضمية, و التهاب المعدة.
الاسباب :
لا يزال سبب الاصابة بالملوية البوابية غير معروف تماماً, و قد تعايشت هذه الجراثيم مع البشر لعدة آلاف من السنين, و يعتقد ان الاصابة بالعدوى تنتشر من فم شخص الى آخر. كما يمكن ان تنتقل من البراز الى الفم, و ذلك عندما لا يغسل الشخص يديه جيداً بعد الحمام. و يمكن للملوية البوابية ان تنتقل عبر الماء و الغذاء الملوث. و يعتقد ان هذه البكتيريا تقوم بإحداث مشاكل في المعدة عندما تقوم باختراق بطانة المخاطية المعدية و تهيئ مناخ مناسب لنموها, مما يؤدي الى فرط حموضة و انزيمات المعدة, و بالتالي تهيج بطانة المعدة و تحدث قرحات في المعدة او الاثني عشر (الجزء الاول من الامعاء الدقيقة).
عوامل الخطورة :
ان الاطفال هم اكثر عرضة للإصابة بعدوى الملوية البوابية, و يرجع السبب في ذلك الى قلة النظافة الشخصية, و تعتمد خطورة الاصابة بالعدوى جزئياً على البيئة و الظروف المعيشية, و ترتفع هذه المخاطر عند ما يلي:
– العيش في بلد نامِ.
-مشاركة السكن مع اشخاص آخرين مصابين بالملوية البوابية.
– العيش في منزل مزدحم.
– نقص في امكانية توفير المياه الساخنة, و التي تساعد على ابقاء المكان نظيف و خال من البكتيريا.
و من المعروف, ان القرحة الهضمية ليست ناجمة عن الاجهاد او تناول اطعمة عالية الحموضة, و لكنها في الواقع ناجمة عن هذا النوع من البكتيريا. فحوالي 10% من الناس المصابين ببكتيريا الملوية البوابية معرضين للإصابة بقرحة هضمية. كما ان استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية على المدى الطويل يزيد ايضاً من خطر حدوث القرحة الهضمية.
الاعراض :
معظم الناس المصابين بالملوية البوابية لا يعانون من اية اعراض, و عندما تحدث القرحة قد يعاني المريض من آلام بطنية, و خاصة في الليل عندما تكون المعدة فارغة, او بعد ساعات قليلة من تناول الطعام. و عادة ما يوصف الألم بأنه متردد قد يأتي فجأة ثم يذهب. و يمكن لتناول الادوية المضادة للحموضة ان تخفف من هذا الالم. و في حال عانى المريض من الم قوي لا يزول يجب عليه زيارة الطبيب بأقرب وقت ممكن. و قد يترافق هنا بالاضافة الى ذلك عدد من الاعراض الاخرى, و تشمل :
– التجشؤ المفرط.
– الشعور بتخمة.
– غثيان او اقياء.
– فقدان الشهية.
– فقدان الوزن الغير مفسر.
– رائحة نفس كريهة.
كما ينبغي مراجعة الطبيب عند ملاحظة دم او لون اسود في البراز او القيء.
التشخيص :
يقوم الطبيب بالسؤال عن التاريخ الطبي للمريض و تاريخ العائلة المرضي, و عن الادوية التي يتناولها المريض سواء كانت فيتامينات, او مكملات غذائية. و في حال كان المريض يعاني من اعراض قرحة هضمية, فمن المرجح ان يطلب منه الطبيب الحد من استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية, مثل الايبوبروفين. كما قد يقوم الطبيب ايضاً بإجراء عدد من الاختبارات و الفحوص الاخرى للمساعدة في تأكيد التشخيص , بما في ذلك:
– الفحص البدني :
اثناء الفحص البدني, يقوم الطبيب بفحص المعدة للتحقق من علامات الانتفاخ, او العطاوة و الألم, و يقوم بالاستماع الى اي صوت داخل البطن.
– تحليل الدم :
قد يكون هناك حاجة لأخذ عينة من الدم, و استخدامها للبحث عن الاجسام المضادة لجرثومة الملوية البوابية.
– فحص البراز :
قد يكون هناك حاجة لأخذ عينة من البراز للتحقق من وجود علامات على وجود الملوية البوابية.
– اختبارات التنفس :
في هذا الاختبار يقوم المريض بابتلاع كمية معينة من اليوريا, حيث تقوم البكتيريا بإنتاج انزيم يقوم بتخريب هذا المركب و إطلاق غاز ثاني اكسيد الكربون, الذي يكشفه جهاز خاص مُعدّ للفحص.
التنظير :
يقوم الطبيب هنا بإدراج اداة طويلة, رفيعة تسمى المنظار في الفم, و يتم ادخالها هبوطاً الى المعدة و الاثني عشر. و تقوم الكاميرا المرفقة بإرسال صور الى الشاشة المعروضة لدى الطبيب. و يتم فحص أي مناطق غير طبيعية, و قد تستخدم ادوات خاصة مع المنظار لأخذ عينات من هذه المناطق.
المضاعفات :
الإصابة بعدوى الملوية البوابية قد يؤدي الى حدوث قرحة هضمية, و لكن العدوى او القرحة نفسها قد تؤدي الى مضاعفات اكثر خطورة, و تشمل :
– النزيف الداخلي, و يمكن لذلك ان يحدث عندما تجتاز القرحة الهضمية الاوعية الدموية.
– الانسداد, و يمكن لذلك ان يحدث عندما تمنع القرحة الطعام من مغادرة المعدة.
– الانثقاب, و يحدث ذلك عندما تخترق القرحة جدار المعدة.
– التهاب الصفاق, وهو اصابة الصفاق بالعدوى.
و تظهر الدراسات الى ان المصابين بالملوية البوابية اكثر عرضة ايضاً لخطر الاصابة بسرطان المعدة.
العلاج :
اذا كنت مصاب بعدوى الملوية البوابية, و لم تعاني من اية مشاكل, فأنت على الارجح لست في خطر الاصابة بسرطان المعدة, و العلاج هنا لا يقدم اية نتائج. و قد يحتاج المريض الذي يعاني من اعراض القرحة لأخذ مزيج من اثنين من المضادات الحيوية المختلفة, جنباً الى جنب مع دواء آخر لتقليل حموضة المعدة, و يشار لهذا العلاج باسم العلاج الثلاثي, و هذه بعض الادوية التي تستخدم في العلاج :
– clarithromycin
– مثبطات مضخة البروتون
– metronidazole (لمدة سبعة الى 14 يوماً).
– amoxicillin ( لمدة سبعة الى 14 يوماً)
نمط الحياة و النظام الغذائي :
لا يوجد هناك دليل على ان الغذاء قد يلعب دوراً في منع او التسبب في حدوث القرحة الهضمية عند الاشخاص المصابين ببكتيريا الملوية البوابية. و مع ذلك, فإن الاطعمة الساخنة, الكحول, و التدخين قد تؤدي الى تفاقم القرحة الهضمية و إعاقة عملية الاستشفاء.
المصدر العلمي:
- Helicobacter pylori and cancer. (2013, September 5).
http://www.cancer.gov/cancertopics/factsheet/Risk/h-pylori-cancer - Hildreth, C. J., Lyn, C., & Glass, R. (2008). Helicobacter pylori. JAMA. 300(11):1374.
http://jama.jamanetwork.com/article.aspx?articleid=182574 - Mayo Clinic Staff. (2014, June 5). H. pylori Infection.
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/h-pylori/basics/definition/CON-20030903 - Peptic ulcer disease and H. pylori. (2014, August).
http://www.niddk.nih.gov/health-information/health-topics/digestive-diseases/peptic-ulcer/Documents/hpylori_508.pdf