تحليل الدم.. هي عملية يتم فيها إجراء تحليل معملي على عينة من الدم ويتم أخذها عادة من وريد في الذراع باستخدام حقنة، أو عن طريق وخز الإصبع بإبرة، وهو اختبار عام وقياس مستوى مكونات الدم المختلفة ويدل على اختلال قيمها وجود الأمراض المختلفة.
ويستخدم «تحليل الدم» لتحديد الحالة الفسيولوجية والبيوكيميائية للمريض، واكتشاف الإصابة بأي مرض والمحتوى المعدني في الجسم وفعالية الأدوية والأداء الوظيفي للأعضاء، وتستخدم أيضا في اختبار الكشف عن المخدرات.
ويتم تحليل وتحليل الدم بشكل دوري لمراقبة الحالة الصحية، والكشف المبكر عن وجود الأمراض ليتم علاجها مبكراً، ويجرى تحليل الدم في حالة الشكوى من بعض الأعراض لتحديد أسبابها ومعرفة نوع المرض الذي يعاني منه المريض، ويتم قياس مستويات المواد المختلفة الموجودة في الدم، مثل «تعداد خلايا الدم، تركيز الأملاح، ومستويات العناصر الأخرى»، العناصر التي تدل على وجود الحالات المرضية، مثل«مستوى الهيموجلوبين الذي قد يشير لوجود الأنيميا، تحليل وظائف الكلى والكبد الذي يدل على وجود خلل في عمل هذه الأعضاء، مستوى السكر الذي يدل على الإصابة بمرض السكر، ومستويات الكوليسترول في الدم.
ومن أهم الفحوصات التي يتم القيام بها في تحليل الدم، «تحليل كيمياء الدم، تحليل وظائف الأعضاء، تحليل معدلات الكوليسترول والدهون الثلاثية، فحوصات كرات الدم الحمراء والبيضاء، وعمليات زراعة للدم للكشف عن الإصابة بالعدوى والكشف عن وجود الجراثيم المختلفة».
ولإجراء تحليل الدم يجب أن يكون المريض صائم للحصول على قيم دقيقة خصوصا تحليل مستوى السكر في الدم، حيث أن تناول الطعام قبل التحليل يؤدي الى رفع مستويات السكر وإعطاء نتيجة خاطئة.
توقيت إجراء تحليل الدم:
يتم إجراء تحليل الدم بشكل دوري، لمتابعة الوضع الصحي للإنسان بشكل أساسي، ومن الممكن أحيانا اكتشاف بعض الحالات المرضية المختلفة، والتي لن يتم الكشف عنها إلا بالتوجه للمعمل لإجراء التحليل، ويتم علاجها في مرحلة مبكرة.
في بعض الحالات المرضية يتم إجراء فحوص دم عينية، من أجل تشخيص أعراض تحدث وتطور في الجسم، وتتعلق التحاليل التي يجب إجراؤها بالأعراض والعلامات التي يشكو منها المريض.
الاستعداد لتحليل الدم:
تحاليل الدم ليست بحاجة لاتخاذ أية إجراءات استعدادية، ولكن إجراء تحليل الدم الروتيني يتطلب الصوم لفترة 12 ساعة ومسموح بشرب الماء فقط.
والسبب وراء الصيام لمدة 12 ساعة قبل إجراء التحليل، هو إتاحة الإمكانية لقياس المستويات الأساسية والحقيقية للمواد الموجودة في الدم بشكل دقيق قدر الإمكان، ومن الممكن أن يؤدي تحليل الغذاء ووصوله إلى الدم لوجود مستويات أعلى من السكر والكوليسترول أو غيرها من المواد، ولا مانع من تناول الأدوية قبل التحليل .
طرق إجراء تحليل الدم:
يتم إجراء تحليل الدم عندما تكون ذراع الشخص ممدودة وموضوعة بشكل مقلوب على طاولة، ويقوم الطبيب بشد حزام مطاطي حول القسم العلوي من الذراع، من أجل إعاقة تدفق الدم في اليد بشكل مؤقت قدر الإمكان، ومن أجل حصر الدم في المنطقة التي يتم أخذ العينة منها بالحقنة.
ثم يطلب من الشخص الذي يخضع للتحليل بأن يقبض يده قدر المستطاع، لمساعدة الطبيب على إيجاد الوعاء الدموي الأفضل لأخذ العينة منه، وعادة ما يكون وريد في منطقة المرفق أو الساعد، وفي بعض الفحوصات يتم أخذ العينة من منطقة ظهر كف اليد عندما يتم العثور على وريد ملائم من حيث الحجم، ثم يتم تطهير وتعقيم المكان بواسطة قطنة مشبعة بالكحول ثم يتم إدخال إبرة دقيقة في الوريد، وتكون هذه الإبرة موصولة بأنبوب اختبار، وهذه العملية تسبب ألما خفيفا عند الوخز، ثم يقوم الطبيب الذي يجري التحليل بسحب كمية الدم المطلوبة، بناء على عدد أنابيب الاختبار والتي تتعلق بكمية ونوع الفحوصات المطلوب من المختبر إجراؤها.
عند الانتهاء من عملية سحب الدم، يتم إخراج الإبرة بسرعة من الوريد، والضغط بشكل فوري على مكان الوخز بواسطة قطنة، من أجل منع تدفق الدم، ويتم أخذ أنابيب الاختبار إلى المختبر لإجراء التحليل .
وفي بعض الحالات يتم إجراء محاولتين أو ثلاث محاولات من الوخز، وذلك عندما لا يتم التمكن من اختراق الوريد، أو عندما لا يتمكن من يجري التحليل من أخذ الكمية المطلوبة من الدم في المرة الأولى، وتستغرق هذه العملية ما بين 5 لـ10 دقائق.
- التحليل البيوكيميائي:
يساهم هذا التحليل في تحديد نسبة كلّ من البوتاسيوم، واليوريا، والصوديوم، والكلوريد، والبيكربونات، ونسبة الجلوكوز، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وقد تتطلّب هذه التحاليل الامتناع عن الأكل قبل أخذ عيّنة الدم بـ 8 ساعات تقريباً، وعادةً ما يتم الحصول على عينة الدم من وريد المريض.
- تحليل صورة الدم الكاملة CBC:
يقوم هذا التحليل في الكشف عن العديد من مشاكل الجسم، مثل: «أمراض الدم، وأمراض القلب، والالتهابات، وسرطان الدم، واضطرابات الجهاز المناعي، وقياس عدد خلايا الدم البيضاء في الدم في الجسم».
- تحليل صفائح الدم:
تعرف صفائح الدم بأنها مركبات تساعد على تجلط الدم، لأنها تلتصق ببعضها لتساعد على التئام الجروح، ويؤدي أي خلل في عددها إلى الإصابة بنزيف.
- تحليل هيموجلوبين الدم:
يعتبر هيموجلوبين الدم، بروتين غني بعنصر الحديد، ويتواجد في خلايا الدم الحمراء المحملة بالأكسجين، ويؤدي التغير في مستواه إلى الإصابة بمرض فقر الدم«الأنيميا».
- تحليل الكالسيوم:
يساعد هذا التحليل على معرفة نسبة الكالسيوم في الدم، لأن أي تغيير يطرأ في مستوى الكالسيوم يدل على وجود العديد من المشاكل الصحية في «العظام، أو الكلى، أو الغدة الدرقية».
- تحليل الانزيمات:
يساعد هذا التحليل على معرفة نسبة العديد من الإنزيمات في الجسم، مثل إنزيم «AST، GOT»، ويتواجد هذا الإنزيم في القلب والكبد والكلى، وأيضًا يتم الكشف عن إنزيم «ALT، GPT»، الموجود في الكبد والقلب، وإنزيم«LDH» الموجود في القلب، والكلى، والدماغ، والكبد، وإنزيمات أخرى يتم الكشف عنها.
- تحاليل الهرمونات:
يساعد هذا التحليل على معرفة نسب العديد من الهرمونات في الجسم، مثل هرمونات الغدة الدرقية، والغدة الجاردرقية، والغدة الكظرية، والغدة النخامية، وهرمون الحليب، وهرمونات الكلى، والبنكرياس، وغيرها.
- تحاليل BMP:
هي مجموعة من التحاليل، تساهم في قياس المواد الكيميائية في الدم، وتساعد هذه التحاليل في إمداد الأطباء بالعديد من المعلومات الهامة عن العظام، والعضلات، والكبد، والكلى.
- تحليل BT:
يساهم هذا التحليل في قياس وقت تجلط الدم، بالإضافة إلى معرفة سيولته، وأي تغير في الدم يدل على العديد من المشاكل الصحية.
المخاطر الناجمة عن تحليل الدم:
في أغلب الحالات، يحدث نزيف داخلي بسيط جدا في مكان إجراء الفحص، ولا يستدعي أي علاج لأنه يختفي تلقائيا في غضون عدة أيام.
وهناك حالات أخرى يحدث لها نزيف كبير ومؤلم ويسبب التورم في مكان إجراء الفحص، ويتم مراجعة الطبيب فورا من أجل التأكد من عدم وجود أي تلوث في منطقة الوريد «التهاب وريدي»، ويتم العلاج بواسطة وضع الضمادات الساخنة عدة مرات يوميا.
والخطر الأكبر المتعلق بفحص الدم، عندما يتم إجراء التحليل بواسطة إبرة ملوثة، ويحظر من إجراء تحاليل الدم في دول العالم الثالث، وفي المناطق الأخرى من العالم التي لا يتم فيها التشديد على قواعد النظافة والتعقيم بشكل كامل.
نتائج التحاليل:
تتأثر نتيجة التحاليل بالعديد من العوامل مثل عمر وجنس المريض، والطريقة التي يتم فيها إجراء التحاليل، ولتكون نتائج التحاليل طبيعية يجب أن تكون كالتالي:
- تعداد الكرات البيضاء يجب أن لا يختلف بين الرجال والنساء.
- إرتفاع عدد كرات الدم البيضاء يعتبر مؤشرا على الإصابة بالالتهابات أو مرض السرطان.
- نقص عدد كرات الدم البيضاء يعتبر مؤشرا على فشل النخاع العظمي، أو وجود بقايا للأدوية في دم المريض.